في منطقتنا ديريك في أقصى شمال شرق سوريا تعيش الكثير من العشائر، وبينها عشيرة الخيركا الكريمة جيراننا نحن أهل قرية كنكلو وهم طيبون، أهل المروءة والكرم، الذين يزينون المجالس بفكاهاتهم اللطيفة وأسلوبهم الطريف.
ذات يوم، كان الملا إسماعيل وهو شيخ جليل ومعروف بعلمه وهيبته يمر بقرية علي كامشي.
فاستوقفه أحد أبناء الخيركا يحمل وثيقة عثمانية قديمة مكتوبة بالتركية، وقال له:
يا شيخ، اقرأ ما في هذه الورقة.
فأجابه الملا إسماعيل بهدوء: يا بني، لا أعرف القراءة باللغة التركية.
فرد الرجل مستغرباً بطريقته الظريفة: أَععع! كيف تلبس عمامة الشيخ ولا تعرف التركية؟!
ابتسم الملا إسماعيل، رفع عمامته ووضعها على رأس الخيركي وقال له:
ها، جرب الآن أنت واقرأها!
فاحتار الرجل، ثم قال غاضباً وهو يضحك:
غير مسموح لك تمر من قريتنا بعد اليوم، طالما تلبس عمامة الشيخ ولا تعرف كل اللغات!
وهكذا بقيت الحكاية تروى بين الناس، شاهدة على خفة دم الخيركا وذكاء الملا إسماعيل رحمة الله ملا إسماعيل..
و كل الحب والاحترام لأهلنا الخيركا الكرام،
أهل النخوة والكرم والروح المرحة التي لا تشبه إلا طيبتهم.
ملا إسماعيل
عبد الرحيم عيسى