كنا ندخل الصف بناء على جرس يرنه عريف الصف او اي من الطلاب الذي يختاره الاستاذ صباحا وكالعادة كنا الصغار او قصيري القمامة نجلس بالصفوف الامامية والطوال بالصفوف الخلفية وعادة كنت مع حسين خليفة ومحسن ملا نجلس بمقعد واحد ويبدا الاستاذ بشرح الحصة من كل مادة وبعدها يكون فرصة لتغيير الجو لنا واستراحة للاستاذ في الصف الخامس اتذكر استاذ من مدينة دوما اسمه عبدو علوش وزنه بحدود 100 كيلو في تلك الايام وهذا يعتبر شيء مثالي بالسنبة لنا لان اهالي القرى من كثر الاعمال الصعبة كان من الصعب ان تلاقي شخص بالمنطقة بهذا الوزن .في احد الايام والجو ربيعي كان لدينا درس الموسيقا فطلب منا الاستاذ الخروج والجلوس على العشب امام المدرسة وهو يجلس على الكرسي امامنا ويعطينا درس الموسيقا . الدرس عبارة عن شعر او اغنية يجب ان نحفظه ومن ثم نقوم بالتسميع .عبدو علوش اختار شعر سوريا يا حبيبتي وغمض عينيه وهو يقول سوريا يا حبيبتي أعدت لي كرامتي أعدت لي هويتي بالحرب والكفاح وشعلة الجراح تنير درب ثورتي وثم يتمتم بالموسيقى كانه يعزف على العود . هنا لم نتمالك انا وحسين ومحسن وانفجرنا من الضحك . لاحظ عبدو علوش ضحكتنا وطلب منا الوقوف امامه وهو جالس على الكرسي وبيده المسطرة ونفتح ايدينا له وهو يضربنا ولكن بنهاية الضرب وقف وقال لنا يا جحاش انتو مو خرجكم اغنية سوريا يا حبيبتي خرجكم اغنية الراعي فطلب منا ان نغني اغنية الراعي
الراعي
أطلقت أغنامي ترعى وتجتر
والزنبق النامي للفجر يفتر
فغنينا اغنية الراعي والدموع تنهمر من اعيننا من ضرب المسطرة وعلى ذكر الاستاذ عبدو علوش بعد انتهاء الفصل الاول لم يكن هناك سيارات في المنطقة وكافة الطرق كانت وحل بسبب الامطار الغزيرة بتلك السنين فطلب الاستاذ من محمد ابراهيم احضار الحصان لتوصيله الى قرية شرك حيث يوجد سيارات لتوصيله الى المالكية ومنها الى القامشلي والى حلب وثم الى دمشق بباصات هوب هوب فطلب محمد ابراهيم حسو مساعدته برفع رجله لينط على ظهر الحصان ولكنه رفض على اساس انه رياضي ويستطيع الركوب فرجع الى الوراء وقفز على ظهر الحصان فوقع الى الطرف الثاني على راسه ولم نستطيع الضحك خوفا من القتل وبعدها وقفنا الحصان بجانب حجر كبير مكان بيت حسين علو الحالية ونط على ظهره وسافر . وهذا ذكرني ايضا باحدى الحصص من تسميع درس القراةء بعتقد كان الاستاذ شاهين السيد من اللاذقية وعنوان القصة او الدرس رحلة الى الريفي . فطلب مني القراةء فقلت رحلة الى الريشي فضحك جميع الطلاب واكلنا نصيبنا من المساطر وبعدها طلب من الاخ محمود محمد علي دراسة الدرس فقال محمود رحلة الى الريخي . وعلى اساس محمود يصلح العنوان وضحك الطلاب مرة اخرى وسكتنا الاستاذ وبالمناسة ايضا باحد الايام طلب الاستاذ من خالد محمد سعيد قراءة نشيد حماة الديار فوقف خالد وقال : حماة الدياري عليكم سلام ولم يعرف الباقي فقال روجا كران طوبى زمان وهو يهز بيده ويشير الى جبل بيخير وكانه بحفل وحماس . اي كملها من نشيد اي رقيب فضحكنا كلنا ولكن الاستاذ لم يفهم شو القصة حينها . انها ايام جميلة وبريئة كنا ندرس ونكتب تحت ضوء لمبة الكاز الوحيدة بالغرفة وهي معلقة على الجدار ولم يكن هناك تلفزيون او اي شيء تتعلم منها اللغة العربية وبالرغم من ذلك استطاع جيلنا العبور الى المدرسة الاعدادية والثانوية والجامعات وبالرغم من الفقر وقساوة الشتاء بتلك الايام حيث كنا نملك بوط بلاستيكي واحد طوال السنة وكنزة لعدة سنين حتى يتمزق .وقلم وممحاة وبراية ومسطرة يكفينا لسنة كاملة احيانا .
من يوميات المدرسة 6
محي الدين فقة